لا يرى عشرات الآلاف من الأطفال في رومانيا آباءهم إلا من خلال شاشة، وفي أفضل الأحوال، خلال العطلات، يتمكنون من احتضانهم. سافر الآباء بعيدًا ليوفروا لأطفالهم حياة أفضل، لكنهم فقدوا أهم شيء: سنوات طفولتهم.
وفقًا لأحدث دراسة لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، يرغب أكثر من 80% من الآباء الذين غادروا في العودة الدائمة، لكن انخفاض الدخل وانعدام الأمن لا يزالان يمنعانهم من التواصل مع عائلاتهم. وبعيدًا عن هذه الأرقام، لا يزال هناك أطفال كانوا في رياض الأطفال عندما غادر آباؤهم، وهم الآن طلاب في المرحلة الثانوية، لكن الشوق لا يزال يملأ قلوبهم. ونرى الآن قصة عائلة من مقاطعة بوتوشان تعيش هذه المعاناة منذ أكثر من عشر سنوات.
عاشت صوفيا طفولتها من خلال مكالمات هاتفية وشوقٍ لأمها الذي ازداد عمقًا مع مرور السنين. كانت في الخامسة من عمرها فقط عندما اضطرت والدتها للمغادرة إلى إنجلترا، لأنها هنا في رومانيا لم تجد وظيفة مستقرة براتب جيد يُعيلها. كان الرحيل قرارًا مؤلمًا، لكن الوعد بأنه سيكون مؤقتًا خفف من وطأته. لقد مرّت عشر سنوات بالفعل.