نحن السوريون ضحايا ..بلجيكا أرسلت إلى سوريا 450 إرهابي يحملون الجنسية البلجيكية .بينما سوريا أرسلت لبلجيكا 6000 لاجئ أغلبهم أطباء ومهندسين ورجال أعمال.
هناك مليون و200 الف لاجئ سوري دخلوا أوروبا هربا من العنف في بلدهم , و ولم تسجل خلال السنوات السابقة حادثة إجرام واحدة من قبلهم .على العكس تماما حيث أتى من الاتحاد الأوربي لسوريا 20 الف إرهابي انضموا لداعش هؤلاء بغض النظر عن انتمائهم ودينهم واصلهم يحملون جنسيات أوربية , قاموا بقتل الشعب السوري وإرهابه وتهجيره , ومعظم اللاجئين السوريين هربوا منهم والان يقولون عن اللاجئين السوريين الضحايا , انهم مجرمون وإرهابيون ! ..السوريون اللاجئون ضحايا وليسوا إرهابيين .
الأديان السماوية على اختلافها تدعو إلى السلام والمحبة والى عبادة نفس الاله , واذا دعت إلى غير ذلك فهي ليست أديان سماوية .
إرهابيو بروكسل وباريس لم يأتوا من سوريا ..هم أبناء مهاجرين من المغرب العربي وهم الجيل الثالث من هؤلاء المهاجرين , مشكلتهم هي عدم الاندماج الصحي في مجتمعاتهم , الفقر, البطالة ,عدم تكافؤ الفرص, هذه المشاكل جعلتهم ناقمين على مجتمعهم ومجرمين قبل ان يصبحوا إرهابيين . هناك مشكلة في إدماجهم ومشاكل اجتماعية تتحملها دولهم .
لماذا لا تحدث هذه المشاكل الإرهابية في الدول الأخرى ( الصين – روسيا – ايران ) . السبب هو أن الحرية والديموقراطية تخلق للمنظمات الإرهابية مناخا ملائما للعمل , فتستغل الناقمين عبر المال وتقوم باستعمالهم وتوجيه نقمتهم في صالح مشروعاتها .
المهاجر يبحث عن هويته الأصلية في المجتمعات الغربية , وعلى الدولة التي يعيش ضمنها أن تمنحه فهما صحيحا لهويته الملائمة لدستورها ولمجتمعها ولا تتركه فريسة لتلك المنظمات .
العرب في المهجر غير منظمين ,غير موحدين ,غير منضبطين , وهذا انعكاس للمجتمعات التي أتوا منها , مجتمعات ديكتاتورية لا يهمها ان يجتمع مواطنيها الا على الخلاف , وتتبع سياسة فرق تسد , لذلك تشاهد العرب متنافسين يكرهون بعضهم البعض ويحاول كل فرد أن يحطم الأخر, منافسة سلبية باستخدام الكره وتدمير الاخر.
على سبيل المثال المعارضة السورية مشرذمة ,متفرقة ,متقاتلة , هشة , وكل 2-3 أشخاص يشكلون تجمعا ينافس التجمعات الأخرى ويحاول أن يلغيه .
النظام السوري يقول عنه الأوربيين انه غير شرعي ولامستقبل له ..أيضا يقولون عن الإسلاميين المتطرفين انهم لا مستقبل لهم , ومع ذلك لا احد يدعم المعارضة السورية المعتدلة , هنا في رومانيا لا يوجد أي دعم للمعارضة المعتدلة , نحتاج نحن السوريين إلى من يعلمنا الأحزاب والأعلام واحترام الراي الآخر والانتخابات والديموقراطية وحقوق الإنسان .
نسير كمعارضين للديكتاتورية منذ سنوات في طرق خاطئة , نجرب ونخطئ , وليس لدينا حتى الآن أي اتجاه صحيح , نحتاج إلى من يوجهنا ويدعمنا ويعلمنا السياسة.
الأسد لا يريد أن يترك الحكم
أي دكتاتور اذا رضي بحوار المعارضة أو ادخل على حكمه 1% ديموقراطية فان حكمه ينهار, لان سيطرته هرم مبني على الديكتاتورية , ولايقبل أي تغيير , أول خطوة للأسد نحو الديموقراطية سيسقط حكمه فورا. لذلك لا مستقبل للديموقراطية بوجود الأسد .
في اول أسبوع يسيطر الجيش السوري على أراضي سوريا , فان الشعب السوري سيتكفل بمساندته في طرد جميع الدواعش خارج الأراضي السوري , الكل خائف الآن لان الشعب السوري اعتاد على الخوف لمدة 40 عاما , يخاف من كل شيئ , لأننا كان نعيش ضمن نظام الخوف , وحين نقول ذلك فان الشعب الروماني يفهم ما نعنيه لأنه عاش فترة الخوف قبل الثورة 1989
في سوريا الشعب السوري يهرب من الموت سواء أكان في مناطق المعارضة فان النظام يقوم بقصفة بالطائرات, واذا كان في مناطق النظام فان الإرهابيين يقوم بقصفه هناك أيضا , وحاليا بدا السوري يهرب من طائرات التحالف والطائرات الروسية .
الشعب السوري ضحية ’ يهرب من الموت فيستقبله موت من نوع اخر , الجميع يستغله , حتى تركيا استخدمت ورقة اللاجئين السوريين في مباحثاتها للكسب مع الاتحاد الأوربي
اعتقد ان السوريون سيعودون الى سوريا فور وقف الحرب هناك كما فعل العراقيين الآن .. البعض من السوريين عاد فعلا الى سوريا والى حلب المصنفة اخطر مدينة في العالم .
السوري وطني بطبعه وتاجر وخلاق ويحب بلده ولكنه هرب أو هاجر لأنه احتاج إلى أكسجين الحرية , حرية الراي والتعبير , وان يأخذ حقه كمواطن وكانسان .
2011 بدأت الثورة سلمية في سوريا وهدفت إلى الحرية والديموقراطية ولم يكن لها مطالب اكثر. رغم الاعتقال وضرب التظاهرات وقتل المتظاهرين حافظت الثورة على سلميتها لفترة ...
اتى بعد ذلك مرحلة الجيش الحر الذي سيطر على مساحات كبيرة من سوريا , وبعد ان سحب أوباما كلمته في رغبته بضرب النظام عام 2013 ظهرت داعش وتمددت , ولكنها سيطرت على مناطق التي كان الجيش الحر مسيطرا عليها بالأصل لأنها مناطق ضعيفة .
داعش سيطرت على مناطق البترول والثروات الباطنية في سوريا , ومولت منظمتها من بيع النفط إلى تركيا والنظام ..40 شاحنة تذهب وتعود يوميا محملة بالنفط ولا احد يعترضها ! جميع طائرات العالم التي تقصف المدنيين في سوريا لا ترى ناقلات نفط داعش حتى الطائرات الروسية لاتراها .
كتاب " وداعا ياوطن " أتى لإعطاء الشعب الروماني نظرة حقيقية عما يحدث في سوريا بعيدا عن وسائل الإعلام والسياسيين . يقوم شهود بنقل ماحدث معهم , لماذا قرروا الهجرة وركبوا الخطر ؟ . ومن اين أتوا ولماذا تركوا وطنهم؟ .السوريين هربوا من الموت ,من المعاناة, لم ياتوا بحثا عن عمل أو ثروة , فاغلبهم أتوا بثرواتهم وخبراتهم معهم
نحن السوريين نشعر اليوم ان العالم كله ضدنا , واننا ضحايا صراعات سياسية واقتصادية ندفع ثمنها دمائنا وامننا .
نريد من الشعب الروماني أن يستقبلنا كبشر وبالبسمة, أن يفهم لماذا أتينا , لأننا لا نحتاج معونة من احد , فلا يوجد اليوم في مراكز اللجوء برومانيا أي مواطن سوري , جميعهم تم إخراجهم وتامين سكن وعمل لهم من قبل أبناء الجالية السورية .