قانونيا لا يوجد في رومانيا حتى الان مدرسة عربية أو إسلامية لديها رخصة تعليمية كمدرسة معتمدة رسميا من قبل وزارة التربية الرومانية كما هو الحال بمدرسة "ابن رشد الإسلامية " في فرنسا ,
" المدارس " الموجودة في رومانيا هي مؤسسات ومراكز ثقافية مرخصة كمؤسسات تعليمية غير ربحية ( مركز ثقافي ) . يحق لها النشاط الثقافي المرخص كأي شركة خاصة رومانية , وتمنح لها الموافقات اللازمة من الجهات المختصة كأي مطعم او محل او معهد لغة او معهد لتعليم المهن لا كمدارس نظامية ,
ولا تتدخل الدولة الرومانية ببرامجها ولا بمنهاجها ولا تشرف عليها ولا تدعمها ولا تتعامل معها كمدرسة رسمية وفق هذه الرخص والموافقات .
لتعويض هذا النقص في الشرعية القانونية تقوم هذه المدارس بالاتصال مع جهات خارجية ( دول عربية – مدارس عالمية خاصة ) لأخذ موافقات على اصدار شهادات باسم تلك( الدول - المدارس ) لتعويض النقص القانوني, وتغطية وضع عدم الاعتراف بها قانونيا كمدرسة في رومانيا , فيتم تصنيفها هنا كمدرسة خاصة أجنبية غير رومانية. تتطلب شهادتها تصديقا ومعادلة كأي شهادة من خارج رومانيا. وبالتالي تصبح المدرسة مجبرة على تدريس منهاج هذه الدول وتقديم فحوصها والحصول على شهاداتها كما لو ان الطالب يدرس بتلك المدارس.
ويصبح الطلاب فريسة لسياسات تلك الدول او للعلاقات الخاصة النفعية او المزاجية بين أصحاب هذه المدرسة والمتنفذين في تلك الدول والمؤسسات . ويمكن لهم في اي مرحلة ان يلغوا الاعتراف ويوقفوا تصديق الشهادات ( كما حدث في رومانيا مع عدة مدارس ) ليتم تدمير مستقبل الطلاب .
لايوجد اية ضمانة توقف تلك المزاجية .
تعمد إدارة تلك المدارس الى الخلط المتعمد بين هذه الرخص الرسمية وبين الرخص الحقيقية للمدارس المرخصة , فتوهم أولياء الطلاب انها مدارس معترف بها رسميا بموجب تلك الرخص , وتخفي حقيقة انها مراكز ثقافية لا ربحية نظريا وربحية فعليا ولهذا مقال قادم مفصل , وان هذه الموافقات ليست رخصا لمدرسة حقيقية . ومن هنا... من هذه الكذبة تبدا العديد من المشاكل .
واهمها المشاكل التي اصطدم ويصطدم بها الطلاب بعد تخرجهم من البكالوريا بموضوع تعديل الشهادات وضياع سنين الدراسة نتيجة تصديق هذا الوهم (معترف بها ومرخصة كمدارس رومانية) . والخيبات التي رافقت الطلاب نتيجة تورطهم بالتسجيل في هذه المدارس لسنوات , و تهرب الإدارة من المسؤولية ,مما يضطر اولياء الأمور للالتفاف على المشكلة الحقيقية وإيجاد حلول مكلفة ومرهقة للطلاب نفسيا وماديا لتامين شهادة حقيقية معترف بها رسميا ,اوربما مزورة بهدف الدخول الى الجامعات الرومانية .
حجة الإباء في إبقاء أبنائهم في هذه المدارس ,هو أنها تكرس الاخلاق والقيم وتحافظ على العادات والتقاليد .وهي فائدة ان وجدت فان سلبيات هذه المدارس المنعزلة وتدميرها لمستقبل أطفالنا تطغي عليها وتجعلها غير هامة على الاطلاق .
يمكن الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد وتعليم الدين عن طريق مدارس رومانية – إسلامية . بل هي افضل بكثير.