هل يحل الإصلاح الديني مشكلة العنف

نشاطات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times
ندوة مع الدكتور عبد الرحمن الحاج حول الإصلاح الديني والعنف. حاوره فيها: رمزية سرحان، سميرة مبيض، طرفة بغجاتي، مازن الرفاعي، نادر جبلي، ونوار عطفة. أدار الندوة أحمد العربي.
مداخلة مازن رفاعي : 
 
الدين حالة إنسانية بشرية تاريخية ,لايمكن تجاوزها ابتداء من بعل وعشتار ورع , مرورا بموسى وعيسى ومحمد , وصولا إلى مقولة كارل ماركس " الدين أفيون الشعوب" اعترافا منه بأهمية الدين .
 وكذلك العنف هو طبيعة بشرية انتقلت الينا مع أول جريمة في التاريخ  بقتل قابيل لأخيه هابيل ونحن أولاد القاتل وورثة عنفه .الإصلاح الديني ليس أمرا طارئا على الدين الإسلامي,  فقد كانت هناك محاولات إصلاحية انطلقت بعد تلاقي فكر الأديان المختلفة على  أراضي الدولة العباسية , ومعرفة أن كل دين يحمل وجهة نظر منطقية ومقبولة , ولا تناقض الإسلام في جوهره ,  ومن هنا نشأت الصوفية التي هي بوتقة روحانية وفلسفة علمانية تتفق عليها جميع الأديان كفلسفة  دينية معتدلة. 
لا ننكر أن الدين المسيحي اصبح اكثر الأديان السماوية صلاحا للمجتمع المدني الرأسمالي,  ولكن مع ذلك فقد انتج منظمات إرهابية كمنظمة الأمم الارية , وكوكلوكسكلان وجيش الرب للمقاومة ومنظمة الانتي بلاك وحركة الهوية المسيحية في اوربا 
نجاح المسيحية كان بسبب الثقافة الدينية المعتدلة وإبعاد الدين عن السياسة , كما فعل معاوية حين استلم الخلافة ,وكان مدرسا للقران وحافظا له أما حين استلم السلطة قال ممسكا القران "بيني وبينك فراق دائم"   ليعطي درسا بان السياسة قد تفسد الدين .
المشكلة ليست في الإسلام لان هناك نماذج لدول إسلامية ناجحة مثل ماليزيا وتركيا نجحت في فصل الدين عن السياسة .
يجب علينا التوقف عن الفهم التاريخي للإسلام , اذا ان التاريخ بشكل عام هو تاريخ للحروب والمعارك , لان المجتمع كان مجتمعا قائم على الحروب , وكانت مقولات " الرعب احد جنود الله " والنصرة بالرعب " مفاهيم دارجة وسائدة , وماصلح في الأمس قد لا يصلح اليوم .
الطائفية الدينية هي منتج عالمي يحقق مصالح سياسية دولية , وهذا المنتج المربح للبعض يروج له عبر أشخاص وتنفذه مؤسسات تستفيد من بيعه كالنظام والإخوان 
في سوريا ونظرا لغياب وسائل التعبير عن الآراء السياسية كالأحزاب والإعلام قان الشعب وجد في الدين وسيلته للتعبير عن الاختلافات السياسية . وفي المجتمع التعددي لن يكون هناك حاجة للدين كوسيلة للتعبيرعن الاختلاف السياسي. 
الوعي الديني الثقافي وإعادة توجيه المال الديني وخلق البديل مؤسسات مجتمع مدني وأحزاب للتعبير عن الاختلافات في الآراء تمارس من خلالها .