مع توالي الاخبار من حمص حلب والغوطة ودرعا تعود الى ذاكرتي الحلقة الاولى من مسلسل تسليم واستلام الأمكنة والذي لعبته ضفادع الثورة السورية بكفاءة تحسد عليها.
والحلقة الأولى من هذا المسلسل كانت في رومانيا وربما كانت التجربة الأولى التي اعيشها في مسلسل التسليم والاستلام.
في احدى أيام الشتاء القارسة قامت مجموعة من السوريين باقتحام مقر الرابطة السورية في رومانيا واستولت عليه بسلطة الامر الواقع فشردت البيئة الحاضنة التي
كانت ضمن المقر.
وخرجت الأفلام والأصوات بما يدعى آنذاك " تحرير مقر الرابطة"! ممن ؟
كانت الرابطة في حينها تقوم بأعمال إيجابية تخدم الجالية السورية دون تمييز بين مؤيد ومعارض ....تسهيل زيارة سوريا للمتخلفين عن خدمة العلم - دورات تعليم لغة عربية – دورات تعليم لغة رومانية – تواصل مع مؤسسات المجتمع المدني – عقد مصالحات تجارية – احتفالات بالأعياد وافطار صائم برمضان ....الخ .
بسيطرة (الثوار) على مقر الرابطة... انتصرت الفوضى على النظام ’ وتحول مقر الرابطة إلى مكان إقصائي يمنع دخول من لايمر تحت أعلام الثورة ويبايع قادتها توقفت النشاطات وبدأت مرحلة هدم الإنجازات .. تراكمت الديون على المبنى .
في حينها التقيت بعض الزعامات التي تطمح للحصول على كراسي ومناصب لا تستحقها بواقع تخلفها الإداري وعدم أهليتها وقلت له اذا كانت هذه هي نتائج ثورتكم فالأفضل لأمثالكم أن يبقى النظام فوق رؤوسكم كان هذا في العام 2013
خمسة سنوات مرة وخلالها تتالت حلقات المسلسل
بالطبع رفض (الثوار) حملة شعارات الحرية والكرامة الاعتراف بالآخر واعتبروه عدوا عميلا يجب محاكمته وتجريده من حقوقه.
رفض (الثوار) الحوار عبر صناديق الاقتراع وعقد مؤتمر عام لانتخاب مجلس إدارة جديد قانوني خشية فقدانهم كراسيهم ومكاسبهم .
اصر (الثوار) على استخدام العنف الثوري للبقاء في الرابطة والسيطرة عليها باستخدام العضلات.
اغمض (الثوار) بعضهم بقصد والبعض الاخر بغباء او باستهتار أعينهم عن حقيقة ان الشرعية تكتسب بالقانون وليس بالعضلات والشتائم.
القانون سيد الجميع وبعد سنوات اقر بعودة العقل والحكمة وبانتصار النظام على الفوضى .
الضفادع التي سهلت وعملت على أعادة المقر إلى النظام ودمرت الجالية وزرعت الشقاق والنفاق بين أبنائها بأوامر داعميها انحسرت وعادت إلى مستنقعاتها مكتفية بالنقاق من أن لان منتظرة تعليمات جديدة تحمل لها المزيد من المكتسبات
فالثورة بالنسبة لهم بقرة حلوب لا يجيدون الا حلبها وشرب حليبها او بيعه .
أقول لجميع من شارك ويشارك في هذه التمثيليات اذا بقيتم هكذا تسابقون ظلكم الى الفشل , فلا ارى خيرا من الأسد لقيادتكم .
.اما نحن البيئة الحاضنة فلازلنا ننتظر موعد افتراسنا من قبل الذئاب التي تتقاتل على من سينهشنا ويأكل لحومنا .