رغم التحديات والصعوبات التي تمر بها سوريا، ورغم المعاناة التي يعيشها المواطن السوري في وطنه، إلا أن هناك بوادر أمل تلوح في الأفق، وتشع بمستقبل أكثر إشراقًا. أحد هذه المؤشرات الإيجابية يتمثل في تعيين السفير الأردني، سفيان القضاة، سفيرًا فوق العادة في سوريا، وهو خبر يحمل في طياته دلالات مهمة ومؤشرات قوية على تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين.
خطوة ذات دلالات إيجابية عميقة
يعد السفير سفيان القضاة من أهم وأبرز السفراء الأردنيين؛ إذ يتمتع بنشاط ونجاعة وديناميكية عالية في أداء مهامه. ومن يطلع على سيرته الذاتية يدرك أعماق القيمة التي يحملها، حيث أن الجالية العربية والأردنية في رومانيا تعرف جيدًا من هو سفيان القضاة وما يمتلكه من قدرات وإمكانات لتعزيز التعاون وتطوير العلاقات.
إنجازات تستحق الفخر والتقدير
على مدى عامين متتاليين، تصدر السفير سفيان القضاة لقب أفضل سفير عربي في رومانيا، وفق استطلاع للرأي أجرته وكالة الأنباء العربية في رومانيا (الأنا نيوز). وقد كان لهذا التتويج صدى واسع، حيث عبر أبناء الجالية الأردنية والفلسطينية عن إعجابهم بحضوره الدائم، ومساعدته في حلّ جميع مشاكلهم، واحتضان السفارة لهم كبيت لكل أردني في رومانيا.
كما أن نشاطه المتميز، وحضوره الدائم، وشعبيته الكبيرة بين أقرانه العرب، تميزت أيضًا في علاقاته مع الجانب الروماني. فقد تمكن من تطوير العلاقات الثنائية بين الأردن ورومانيا.
كما أن حضوره الإعلامي على صفحات التواصل الاجتماعي للسفارة يُعد علامة فارقة، حيث تتجاوز نسبة المشاهدات والمتابعة التوقعات، مما يعكس كاريزما خاصة يتمتع بها السفير القضاة ويجعله محببًا وقريبًا من الجميع.
معطيات تعيين السفير.. إشارات إلى مستقبل واعد
قرار تعيين السفير القضاة جاء من أعلى مستوى في الأردن، بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني. ويعكس هذا القرار تحسنًا ملحوظًا في العلاقات بين الأردن وسوريا، بعد سنوات من التوتر والجفاف الدبلوماسي. ويأتي هذا التعيين عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للأردن وتأكيد الملك على دعم سيادة سوريا واستقرارها، ضمن إطار متكامل لمنع عودة النزاعات.
كما يُعد هذا التعيين خطوة نوعية في جهود إعادة بناء جسور التعاون بين البلدين، خاصة بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء لأكثر من عقد من الزمن. ويُتوقع أن يفتح ذلك آفاقًا جديدة لإعادة الإعمار والتنمية، ويعزز فرص التعاون في ملفات مهمة مثل الأمن، الاقتصاد، وملف اللاجئين.
من هو السفير القضاة؟
الدكتور سفيان سليمان القضاة مواليد عام 1969، وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من رومانيا عام 2023. عمل كسفير فوق العادة ومفوض للأردن في رومانيا، وبلغاريا، ومولدوفا خلال الفترة من 2019 إلى 2023، حيث أبداع في تعزيز العلاقات الثنائية بين الأردن ورومانيا، وتطوير أطر التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدولتين، فضلاً عن قيادته السفارة بكفاءة عالية وعقلية متميزة.
كما شغل مناصب دبلوماسية عدة في قطر (2012-2017)، وواشنطن (2007-2012)، وفي القاهرة (2001-2006). ويعد لقب "سفير فوق العادة ومفوض" من أعلى الرتب الدبلوماسية، ويمنحه صلاحيات واسعة لتمثيل الأردن وتعزيز مصالحه، خاصة في سوريا، وهذا يمثل فرصة تاريخية لإعادة تفعيل التعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد، واللاجئين.
أمل وتفاؤل بالمستقبل
نتفاءل خيرًا بمستقبل العلاقات الأردنية السورية، خاصة بعد هذا الجهد الدبلوماسي المميز، الذي يعبّر عن نية جادة لإعادة إحياء التعاون وتوطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين. ونحن نتمنى للسفير القضاة دوام التوفيق والنجاح، وأن يكون خير سفراء السلام والإشراق لسوريا والأردن معًا.