رغم ان شعار هذه المدارس هو تقديم الاعمال الخيرية كونها مسجلة في رومانيا مؤسسات خيرية غير ربحية ONG لا تدفع ضرائب للدولة !
فان الطالب اذا تأخر عن دفعه اقساطه يتم إخراجه من الصف واحراجه امام زملائه وطرده من المدرسة شر طردة .
أي ان الأموال هي الأهم , وهي اهم من نفسية الطالب وظروفه , وان الفقير دائما مضطهد ومظلوم ومطرود .
وان هدف المدرسة غير المعلن هو الربح المادي ولو على حساب حياة ومستقبل الطلاب .
هذا ما حدث فعلا مع الطالب " س " الذي دفع حياته ثمنا لسياسة إدارة المدرسة . هذا الطالب توفي والده معيل الاسرة, وبالطبع عانت اسرة الطالب من المشاكل الاقتصادية لوفاة معيلها الوحيد .
وعانى الطالب الذكي الحساس الشاب المراهق من مشكلة فقدان سنده ودعمه ومعيله , وكان احساسه بالظلم والمعاناة ينمو وهو يستمع يوميا الى والدته التي وجدت نفسها فجأة في خضم من المشاكل لم تكن يوما تفكر بها , من اجار المنزل ونفقات المعيشة ورسوم المدرسة ...الخ , وفي قمة هذه المشاكل يدخل مدير المدرسة الى صف الطالب ويقول له امام جميع الطلاب بانه مهدد بالطرد ومن الصف اذا لم يدفع التزاماته المالية !!
وتم طرد الطالب فعلا أمام زملائه وزميلاته , الامر الذي جعل الطالب يدخل في ازمة نفسية حقيقية , اذ تم اهانته ولا يوجد معيل له ولا يوجد أموال في المنزل , ولا يمكنه ان يكمل تحصيله العلمي , ولا يعرف أين يمكنه العمل فلا يوجد مهنة لديه .
دوامة نفسية من الإحباط أدت به الى فقدان الثقة بالجميع, وخاصة الأشخاص الذي كانوا أعمدة يستند اليها ( والده – والدته – مدير المدرسة – رجل الدين ) كلهم خذلوه وظلموه , اكتشف ان الرحمة واغاثة الملهوف والاخوة في الدين لم تكن الا وهما تناثر امام الدولارات ,
وان الإهانة التي خرج بها امام أصدقاء صفه , افقدته رجولته المراهقة وجعلته يذوب خجلا واهانة .
لم يحتمل الطفل المراهق كل تلك الاهانات المتراكمة ودخل في مرحلة احباط نفسي وفقد الثقة بالمجتمع الذ ي حوله بعد ان انهارت الاعمدة التي يرتكز عليها مما قاده الى الانتحار برمي نفيه من بلكون منزله .
الام ذهبت الى الاعلام الروماني ProTV والذي اذاع قصة الشاب , واتهمت على التلفزيون إدارة المدرسة بانها السبب الرئيسي لانتحار ابنها , التحقيقات الرسمية أغلقت الموضوع لان قاتل الروح لا تدري به البشر ولا يدان على افعاله .
بالطبع لم تنته مشاكل المدرسة بانتحار طالب المدرسة العربية واستمرت الإدارة على نهجها بطرد جميع من لا يدفع الاقساط واستمرت حالات التعسف والظلم فبعضها أدى الى العقد النفسية وأخرى الى انفصام الشخصية والثالثة الى العنف تجاه المجتمع او تجاه الاغراب والانزواء والانعزال وفقدان الثقة بالمجتمع والفشل في الحياة العلمية . والامثلة يومية وتعيش بيننا .
من تاريخ هذه المدارس يتضح للجميع انها لم تستطع تقديم نموذج صحي للجيل العربي الجديد، ولم تستطع ان تساعد خريجيها في الحصول على منح دراسية أو تعليمية , او التقدم لوظائف . وحتى السفارات العربية والمدارس العربية نفسها لم توظف لديها أي خريج من تلك المدارس.
الحلقة القادمة عن قصة الصيدلانية الفاشلة التي رفضت الصيدليات توظيفها لأنها ضحية المدارس العربية