ليلى " فلم روماني بنكهة سورية "

ليلى " فلم روماني بنكهة سورية "

نشاطات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

شارك الفلم الروماني- السوري “ليلى " “ LAILA في مهرجان ترانسلفانيا الدولي 2020   Festivalului Internațional de Film Transilvania   الذي اقيم في عاصمة الثقافة الرومانية مدينة كلوج  31 يوليو – 9 اب ،   وقد تابع المئات من الحضور  والنقاد مجريات الفلم،  والذي عرض مرتين خلال المهرجان.

كما شارك الفلم  في المهرجان الدولي للأفلام المستقلة    Festivalul Internațional de Film Independent ANONIMUL 2020 في الفترة 12-16 اب .

الفلم  من إخراج المخرجة الرومانية – السورية " راية سليمان "  Raya Al Soulimaومن بطولة الممثلة الشابة " اليانا بويو" Ileana Puiu, والممثل السوري – الروماني  " مازن رفاعي " Mazen Rifai ومن انتاج شركة
Papillon Film 

وقد تم ترشيح الفلم لجائزة افضل بطولة نسائية والتي توقع النقاد فوز الممثلة الرومانية الينا بويو Ileana Puiu   ابنة المخرج العالمي كرستيان بويو . والتي لعبت دور البطولة في الفلم .

 

ليلى ابنة لسوري درس في رومانيا قبل 30 عاما،  حيث تعرف على زوجته الرومانية وجمعتهما قصة حب اثمرت عن ابنته ليلى. بعد تخرجه عاد الاب الى سوريا ليعمل موظفا وصحبته في العودة زوجته وابنته ليلى.

لم تستطع والدة "ليلى"  التأقلم مع المعيشة في سوريا ، وعانت الكثير خلال وجودها هناك نتيجة لاختلاف المفاهيم والعادات والتقاليد  وطبيعة الحياة...فقررت  العودة الى موطنها، وطلبت من زوجها الطلاق ... بعد عدة مشادات وخلافات ، وافق الاب على طلاق زوجته وعودتها الى بلدها فأخذت معها طفلتهما  ليلى.

مرت السنوات وتزوج الاب ورزق أطفالا من زوجته الجديدة، وذهب للعمل في دولة عربية، وتزوجت الام في رومانيا من أحد معارفها، فترعرعت ليلى في كنف اسرة رومانية لا تعرف عن محيطها العربي سوى الاسم والكنية.

حاول الاب وعبر سنوات التواصل مع الام وابنته، ولكن وفي كل مرة كان يفشل في ذلك، ومرت سنوات الفراق، وتشاء الصدف في احدى السنين ان يعود التواصل بينهما عبر صديقة مشتركة لكليهما تعمل في الدولة العربية التي يقطن بها الأب، التقتها الام مصادفة خلال زيارتها القصيرة لبوخارست.

 

الصدمة العنيفة التي واجهت "ليلى" كانت حين رن الهاتف وعلى الطرف الاخر كان والدها هو المتكلم، طلبت الام من ابنتها ان تكلم والدها الذي لا تعرف صوته ولاحتى شكله .

لحظات فقدت فيها "ليلى"  اتزانها وتحكمها بنفسها،  وكادت ان تسقط ارضا من شدة التأثر والانفعال،  ناولتها والدتها كاسا من الماء واخذت منها السماعة لتستعيد أنفاسها ، قبل أن تتكلم مع والدها للمرة الأولى في حياتها

الأسئلة التي راودتها مرارا ومذ كانت طفلة:

أين كنت خلال هذه المدة؟ 

لماذا حرمتني من الابوة؟

 كيف أمكنك ان تتركني وحيدة دون أب؟

لماذا لم تسال عني  ؟

أي نوع من الإباء انت !

لماذا تركتني ؟ عشت طوال حياتي مهيضة الجناح احمل اسم اب لا أعرفه ولقب عائلة لا انتمي اليها.

لماذا الجميع في المدرسة كانوا يمتلكون أبا وعائلة اما انا فلا!

هل  تعلم أن معاناتي لا يمكن ا ن تكتب او توصف؟  في كل مرة رأيت بها أبا يعانق طفلته وابا يحنو على طفلته وابا يسير برفقة طفلته وابا يحمي ويدافع عن ابنته .

جميع تلك الأسئلة التي كانت تراودها وتود طرحها على والدها المختفي،  لم تجد لها ليلى  مكانا في محادثتها الهاتفية الأولى التي اقتصرت على عبارات المجاملة.

بعد أشهر  خلال لقائهما ببراشوف تعرفت ليلى على والدها عن قرب، فوجدت نفسها غريبة تماما عنه ، فعاداته وتقاليده ونمط تفكيره لايمكن ان تستوعب أي منهمن وبدلا من الاجابة عن أسئلتها  فقد أضافت الى اسئلتها استفسارات جديدة .

لماذا يصلي ويحرص على الصلاة بالمكان والزمان؟

ولماذا لا يأكل الا لحم حلال ولماذا لا يأكل لحم الخنزير؟

لماذا تركها وحيدة ولماذا لا تعرف اخوتها؟ .

 

 

 

تبدا قصة الفلم من على قمة جبل مدينة براشوف موطن إقامة ليلى ووالدتها حيث يحاول الاب التأقلم مع ابنته عبر استعادة ذكريات حبه الأول (والدتها).

وبرفقة ابن شريكه ( الفنان السوري عمر عنتر)  يحاول الاب ان يردم الهوة التي عمقتها سنوات الانفصال، ويسعى للوصول الى روح ابنته واستعادة احترامها له ،ويشجعها على التواصل مع اخوتها السوريين. و تحاول  ليلى إرضاء والدها وتفهم احتياجاته وعقليته وتنفيذ رغباته.كمحاولتها  ان تجد له مكانا للصلاة اومسجدا في براشوف.

ومن خلال الفلم ينتقل بنا المخرج الى لقاء مع صديقتهم القديمة في براشوف لتلقي ضواء على  تاريخ العلاقة بين الاب والام في سنوات زواجهما.  

المشهد التالي تنقلنا المخرجة الى حيث اختار الاب ان يتناول وجبة في احدى المطاعم الرومانية التي اعتاد والدها ان يرتادها أيام الدراسة ، محاولا استعادة ذكريات وجباته المفضلة من المطبخ الروماني ، هناك يروي الاب لابنته عن ذكرياته مع والدتها في رومانيا ، وخلال  ذلك تطرح ليلى استفساراتها عن سبب عدم تناوله لحم الخنزير ومعنى اللحم الحلال! .

محاولا اقناعها بالمسببات يشرح لها مع ابن شريكه الأسس العلمية لهذا التحريم.  لاحقا يطلب منها ان تحاول ان تجد له مكان للصلاة والوضوء ضمن المطعم. 

في الطريق يحاول الاب اقناعها بالذهاب والعمل معه والعيش في المجتمع الذي يعتقد أنها يجب ان تنتمي اليه، عارضا التسهيلات التي يمكن ان يمنحها لها ويحاول ان يبرر لها اسباب تركه لها.

تنتقل بنا الكاميرا الى محطة الوقود حيث يحاول الوالد التفاهم مع البائعة لإيجاد مكان للوضوء والصلاة ومعاناته من عدم تفهمها ذلك. مما يضطره في النهاية لاختيار مكان على جانب الطريق العام لأداء واجب الصلاة  

ويحاول الاب ان يشرح لابنته تصرفاته في البحث عن مكان للصلاة والتي شعر بانها استغربتها، فيعلمها عن ضرورة الالتزام بتعاليم الدين بمكان وزمان الصلاة وفق الإمكان، وان لم يكن فالدين الإسلامي متسامح ويسهل على المؤمن واجباته بالبدائل. ولكن على المسلم ان يحاول قبل ان يختار البدائل.

 

 

تتصاعد احداث الفلم والمشاعر حين تنتهي رحلة الاب والبنت في بوخارست وذلك بعد ان يترك ابن شريكه في الفندق ليستريح ويقوم  بايصالها الى منزلها في نهاية اليوم

فيدور بينهما الحوار التالي :

الاب : لقد أحببت والدتك كثيرا كانت اول حب في حياتي .

قبل سفرنا الى سوريا كانت تقول لي انها تريد ان تعيش معي ولو في الصحراء ولو كان طعامنا خبزا يابسا فقط. ولكنها تركتني وحيدا، وعادت بك الى هنا غادرت مع حبها ومعك الى رومانيا.

ليلى : لماذا لم تتواصل معنا  طوال الفترة الماضية ؟

الاب: ارسلت رسائل اتصلت بالهاتف ولم يرد احد! ...ربما كنا شبابا ولم نعرف كيف نتعامل مع بعضنا .

ليلى : انا لا ادري كيف اتعامل معك أيضا ، لا اريد ان ازعجك .

الاب : يجب ان تكوني منفتحة وصريحة معي انا والدك .

ليلى : أخاف ان اغضبك .

الاب : كيف تغضبيني ! انت فتاتي وارغب ان تكوني صادقة وصريحة معي.

 ليلى: وبانفعال حزين : لماذا لم تبحث عني؟

الاب يفكر صامتا وبنبرة حزينة  : سرقتني الحياة  ...العمل ...الزواج ... الأطفال الانتقال من بلد الى بلد اخر... مشاكل الحياة  اليومية سرقتني...يصمت  لبرهة مفكرا ويتابع :  ليس سببا وجيها ولكن هذا ما حدث.

صمت طويل : أريدك  ان تفهمي كنت دائما على بالي ...فكرت بك كثيرا ...انت شرفي وفخري وابنتي من حبي الأول ...انت غالية جدا .

على مشارف صباح يوم جديد يودع الاب ابنته ، على امل التواصل من جديد معها  في الأيام القادمة.