في سوريا هناك فوضى هائلة و لا احد يعرف من يقاتل من ومع من وضد من ! ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تتوضح الصورة. هناك تدخل روسي , والان تدخل تركي لم يكن متوقع ولكنه كان منتظر من سنوات, بالواقع لقد تأخر التدخل التركي , كان من المخطط له أن يكون قبل سنوات ولا اعلم لماذا تأخر هذا التدخل .
حين دخلت القوات التركية جرابلس لم تجد احد لتقاتله ! فقد اختفت " داعش " ولا احد يعرف أين هم وكيف اختفوا ! تماما كما حدث في بالميرا . .فقط الأكراد في منبج قاتلوا داعش لمدة شهرين .
قبل الثورة والتي أصبحت الان حرب دولية كانت حلب تضم4.5 مليون نسمة , الان سكان حلب 1.5 مليون 300 في مناطق المعارضة والبقية في مناطق النظام .
يعيش في حلب اليوم مع تحفظي على كلمة " يعيش " , يعيش السكان دون ماء وكهرباء ودون طعام , وان وجد الطعام فأسعاره مرتفعة , دون أمان وسط تبادل القصف اليومي بين الطرفين المتصارعين . يخرج المواطن الحلبي من منزله ولايعرف اذا كان سيعود !
من اصل 18 مليون عدد سكان سوريا الآن يعيش في سوريا 10 مليون , داعش تسيطر على 30 % من المساحة الكلية لسوريا وخاصة مناطق النفط والثروات الطبيعية .
اذا سألنا السوريون اليوم ماذا تريدون سيقولون ليأتي الروس ويأخذوا الغاز , ولياتي الأمريكان ويأخذوا النفط , نحن لا نريد أملاك ولا ثروات ليأخذوها ويتركونا بحالنا , ونحن تجار منذ الأزل وسندبر أمور معيشتنا .
خلف هذه الحروب في سوريا عامل أساسي مهم هو الثروات الطبيعية لسوريا من جهة, والموقع الجيوستاتيكي لسوريا كونها منطقة مرور أنابيب الغاز من قطر السعودية إلى تركيا اوربا , الامر الذي اذا تم فسيهدد الاقتصاد الروسي ,ويوقف تحكم روسيا باوربا من خلال تزويدها بالغاز الطبيعي
حين بدأت الثورة في سوريا كانت كثير من الأمور موفرة للشعب السوري , ماعدا الحرية والديموقراطية , والشعب السوري لم يخرج ضد طائفة معينة وإنما خرج يطالب بمزيد من الحريات .
النظام وكأي نظام ديكتاتوري لا يريد التغيير , لان أي تغيير في طبيعته سيؤدي إلى سقوطه , لذلك قاوم المعارضة بالبداية بسجن المتظاهرين , وبعدها بإطلاق النار وتوفر للمعارضين أسلحة لا احد يعرف كيف وصلت إلى أيديهم! فبذات الحرب الأهلية التي تحولت مع ضعف النظام إلى حرب دولية نتيجة تدخل ايران وحزب الله من جهة والسعودية وقطر من جهة أخرى , جميع متطرفي اوربا أتوا الى سوريا 20 الف مواطن اوربي يحملون الجنسيات الأوربية أتوا ليقاتلوا في سوريا !
قادة النصرة وقادة داعش اغلبهم كانوا من نزلاء سجن صيدنايا , محكومين ب5 او 10 سنوات وفي شهر اب عام 2011 اصدر الأسد بشار عفوا عنهم واطلق سراحهم , وبعد فترة اصبحوا أمراء وقادة للحراك الثوري ولأغلب الفصائل الإسلامية المتعصبة
قبل ان يكونوا في سجن صيدنايا , كانوا يقاتلون بدعم من سوريا وايران في العراق ضد الأمريكان , وعلى أساس ذلك صنفت أمريكا سوريا وايران في دول محور الشر عام 2004 .
نهاية المشكلة السورية ستتحقق حين يكتمل تنفيذ الأجندات للدول المتحكمة فيها , وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية . اعتقد ان أمريكا تمسك القرار بيدها وايران وروسيا ليسوا سوى منفذين مستفيدين, وحين يأتي الوقت المناسب يتم إبعادهم , مانراه من قوة بوتين ليس سوى عرض عضلات للقوة وليس واقعيا , روسيا لا قوة لها فعليا و بشار واجهة وهم يلعبون من ورائه هو دمية كان لاعبا ولم يعد الان.
المشكلة الهامة الآن هي اذا اطلقت تركيا عشرات الاف المهاجرين الذين تحتفظ بهم , خاصة مع عدم تنفيذ الاتحاد الأوربي الاتفاقيات مع تركيا بالدعم المالي وإعطاء فيزا شنغن للأتراك , فستكمون هناك مشاكل كبيرة جدا هنا وفي جميع أنحاء اوربا .