سكون تام في الغرفة،تقطعه بين الفينة والأخرى ضجة عقربي الساعة الجدارية وهما يلتهما الوقت.كل شيء على حاله مذ ذهب للنوم مساء الأمس، المكتب بفوضويته, أوراقه المتناثرة، أقلام مبعثرة، بقايا الشاي في الفنجان، علب الأدوية، الكمبيوتر أعز أصدقائه، الهاتف مرافقه الدائم، وعلبة المحارم الفارغة. جميعهم يجلسون بهدوء كما تركهم في الليلة الماضية قبل أن يخلد متعبا إلى النوم.
جسده لا يزال ممددا على الفراش، ولكنه استيقظ كالعادة ليستقبل أول خيوط الفجر ،وخرج بهدوء من الغرفة ونظراته تداعب جسد زوجته الممدد على السرير، فجأة وقع نظره على الطرف الآخر من السرير، صعقه المشهد... هناك من يرقد مكانه!
فرك عينيه بقوة، ونظر بتمعن نعم انه جسد شخص ما، اقترب بوجل ليتمعن بوجه هذا الزائر الغريب الذي اقتحم عرينه, وينام قرير العين في مكانه, وبجانب زوجته! انه هو .......نعم انه هو ! .
ولكن ماذا يفعل هو هنا... وهناك ؟.
ولماذا يرقد جسده الممدد هناك وحيدا منبوذا ؟
الخوف شل حركته، والذهول سيطر عليه لدقائق،ماذا حدث ؟ وكيف حدث؟
اقترب ناظرا متمعنا فرأى وجهه يبتسم له موتا، أنصت بفضول إلى أصوات تنفسه، فلم يستطع أن يسمعها، ولكنه استطاع أن يرى هالة برتقالية من النور تحيط بجسده تتحول إلى زرقاء حين تصل أطرافه، اللون الأزرق يزحف كالحية الرقطاء إلى بقية جسده، حدث نفسه بمرارة وحزن هل أتاني الموت بغتة ؟.
لحظات مرت, حتى بدا يفكر في الحقيقة المرة، هل انفصلت روحه عن جسدها؟ ، يبدو أن هذا ما حدث! فهاهو يحلق في هذه الغرفة يراقب بقاياه ،اجتاحه الرعب، وجمدت العروق في روحه، وجفت الدمعة في عينيه، وصرخ بكل قوته فلم يسمع صراخه.
لأول مرة في حياته يموت، رغم أن الموت زاره مداعبا ي أحلامه قبل أيام ، وكان زائرا غير مرغوب فيه وصفه حينئذ بالكابوس.
سقط "عدنان" في بئر عميقة، كان الظلام دامسا، ولكنه مع هذا كان يرى كل شيء، تفاصيل حياته تعرض أمامه كشريط سينمائي،يبدأ بالصرخة الأولى وينتهي بالأخيرة. لقد خرج من الزمان, وترك المكان، وهو الآن في طريق الهجرة إلى عالم مجهول .
تنبه من رحلته على صوت زوجته وهي تناديه بجزع : عدنان ...عدنان...!.،عاد اليها رآها وهي تهز جسده البارد، أراد أن يقول لها انه هنا ،صرخ ...ولكنها لم تسمعه ، أشفق عليها فقد كانت على حافة الانهيار ، يبدو أنها أدركت المصيبة، تتجه للهاتف وهي تصرخ ملتاعة ، مات.... مات .....مات.
كم هو قاسي الموت هنا في هذه الغربة، المرء هنا يموت مرتين، مرة لفراق الوطن ، ومرة لفراق الجسد. ورغم أننا نموت كل يوم، فان الموت الأخير هو لحظة صدق نواجه فيها الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة .
اتصلت زوجته بأصدقائه وبالإسعاف وجلست تبكيه بكاء مرا . جلس بجانبها ليشاركها مصابها وأحزانها، أراد أن يواسيها ربت على كتفها، مر كنسمة من أمامها حركت خصلات شعرها لكنها لم تشعر به ،كانت في عالم آخر، عالم الخوف والضياع، كم هو حزين لمصابها !
جسده لا يزال ممددا على الفراش, والطبيب يحاول إعادته إلى جسده، الطبيب يتحدث لزوجته الملتاعة، تنظر زوجته إلى الطبيب بذهول ويبدو أنها لم تفهم إلا ما يجب فهمه، لقد انتهى فصل في ملهاة الحياة لقد رحل زوجها .
يسمع نداء وبكاء الذين تجمعوا حول جسده ينتظرون أعجوبة أو معجزة لن تتحقق ، يصرخ بهم : توقفوا عن البكاء ، بكائكم يعذبني ،اتركوني ارحل سعيدا .
كم كان الموت بعيدا عنه منذ أيام، وكم كان هذا الجسد غاليا ،سخر كل الطاقات والإمكانيات لخدمته وتحقيق رغباته، وهاهي الروح اليوم تلقنه درسا لن ينساه، فقد هاجرت على أنغام معزوفات البكاء. كما تهاجر الريح عازفة أنغام الطبيعة.
القلب ملك المشاعر والأحاسيس تحول إلى حاكم ظالم سجن الجميع، وأعدم أمواج الفكر, وأعلن العصيان، الأطراف استوردت البرودة، الجفون أسدلت أستارها، وأنوار العيون انطفأت، اللسان انعقد فلم يطلق الآهة .
الآه أغنية تطرب لها الأسماع،
الاه صرخة معذب تنطلق فتهز جدران سجنه,
الاه معزوفة جنائزية يحررها الجسد كآخر وصاياه
آهته تمردت اليوم وانطلقت فقُتلت غدرا
كمية الهواء الأخيرة التي دخلت الجسد, لم تستطع الخروج، اعتقلت وسكنت كما يسكن الظلم في مدن الملح، لقد انتهت الملهاة, وعليه الآن وداع العمر ووداع الجسد ووداع كل ما يمت إليهما بصلة.
في غرفته لا يزال كل شيء على حاله، المكتب بفوضويته ترتاح عليه الأشياء، أوراق حساباته المتناثرة، أقلام مبعثرة، وفنجان الشاي ينتظر من يكمل ارتشاف ما فيه، الأدوية ننتظر موعد زفها إلى الجسد، الكمبيوتر ينتظر لمسات حانية على مفاتيحه ,وبجانبه علبة المحارم الفارغة منذ أسبوع ،الهاتف سجل اتصالات لم يرد عليها احد، ولازال يخزن رسائل لن يستلمها أبدا ، . كل تلك الأشياء تجلس هادئة كما تركها في الليلة الماضية قبل أن يخلد متعبا إلى النوم. لم يمت شيء معه!
بعد أن تأكد من أن الروح خلع ثياب الجسد، وتركه لرحلة فنائه , يعاود عدنان رحلته في النفق مهاجرا للأبدية، يمر بتفاصيل حياته، وجوه نسيها، ومواقف لا يتذكرها ،أشخاص ساعدهم في حياته يسهلون له المرور، وآخرون يجعلون طريقه صعبا، وأخيرا يدخل مملكة الألوان, وبدل نور الشمس الواحد، يرى الآن بلايين الألوان والأرواح، تمتزج وتلتحم ،يتابع هجرته متحدا مع الأرواح الهائمة, يذوب معها، ويفقد كينونته، و لا يدري
من هو ؟ أين هو ؟ أين هي الألوان التي التحم بها ؟
من بعيد يرى نورا ونارا, يسمع جعجعة وضجة مصدرها ألوان متراقصة بعيدة، يحاول أن يقترب إليها فيصده حاجز لا يمكن تجاوزه، يتساءل:
أهي الجنة أم الجحيم؟
أأنا ذاهب إلى الجنة أم إلى الجحيم؟
إلى النور أم إلى النار ؟
من سأقابل هناك من المعارف والأصدقاء ؟
هل سأرى أبي هنا؟
أمي، جاري، صديقي، حبيبتي ،تشي غيفارا، جون لينون، فريد الأطرش؟
يهبط عدنان في أولى محطات رحلته بقاعة تضم أبوابا لملايين أنفاق العبور، وعلى كل مدخل كتب: أدخل بصمتك الروحية هنا، ويعلم أن هذه هي ردهة الاستقبال والتشريفات البرزخية،يقترب بحذر من احد الأبواب، فترتسم شفرة ميزان حسابه الختامي على روحه أرقاما وحروف، ويفتح له الباب بعد أن تمت الموافقة على منحه تصريح الدخول .
يدخل الصالون الكبير ومن بين الخيارات التي تتوارد في مخيلته ( أهل – أقرباء – أصدقاء – معارف _غرباء). يختار "خيار أصدقاء"، وما هي إلا لحظات حتى ينتقل إلى المحطة التالية يجد نفسه في خيمة كبيرة يجتمع ضمنها( أبو محمد – أبو حسين – أبو حيدر – أبو الياس – أم عبدو ...) . يرحب به الجميع ويمنحونه مكانا بينهم .
يبادرهم بالسؤال: أين نحن في الجنة أم في النار؟ .
يقول له "أبو حيدر" الذي توفاه الله منذ عشرين عاما : الصبر يا بني، "مالك بالقصر غير من أمبارحة العصر " نحن في قاعة الاستقبال الرئيسية لعالم البرزخ من هنا سيتم توزيعنا تمهيدا لنقلنا يوم البعث إلى الجنة أو إلى النار .
هذا أول يوم لك هنا، و ستعود إلى الأرض لتودعها، ولتحضر مراسم دفن جسدك بسلام ،وستقوم باستكمال ثبوتيات إقامتك هنا (شهادة القبر) ،ومن ثم ستعود إلينا ،ليخصص لك مقر إقامة مؤقت، ولتنتظر معنا في هذه الساحة قرار الرحمة الإلهية. هنا بين الفينة والأخرى يمر احد الأنبياء بنا فيغفر لبعضنا ويشفع لهم، ويأخذهم معه إلى الجنة.
ياولدي :هنا لا وجود للزمن، فلا شمس تشرق، ولا ساعة تدق، ولا احد يهرم، ولا وجود للمرض، وكلنا هنا نتفاهم بلغة واحدة هي لغة الأرواح.
اذهب الآن إلى مكتب الاستقبال لاستلام تصريح المغادرة المؤقت، واسأل هناك عن صديقنا "حمادة الأهبل الأعور" ألا تذكره ؟
نعم... اذكره جيدا كان الجميع يؤذونه, وكنت دائما أدافع عنه .
اذهب إليه فهو رئيس القسم وسيساعدك لأنه يعرفك.
وهل يوجد لديكم هنا مناصب و واسطات ؟
نعم يا بني الأموات هنا درجات, فهناك أموات في القيادة، وأموات بروليتاريا، والمناصب تعتمد على درجاتك في الشهادات التي تمنح لك بعد الموت، وعلى رصيدك في بطاقة ائتمان حسناتك.بطاقتك الائتمانية للحسنات التي يتم إعادة شحنها من الحساب الجاري لأعمالك (علم نافع، ولد صالح ،صدقة جارية....) .
في غرفة الاستقبال البرزخية علم "عدنان" أن من لديه رصيد حسنات يمكن أن يستعملها للقيام بزيارات استثنائية للأرض، وعلم أن رصيد حسناته يؤهله لزيارة مدتها 63 ساعة فقط . حيث يمكن أن يستعمل هذا الرصيد للبقاء، ولكن عليه العودة قبل نهاية المدة، وإلا استحال روحه إلى روح شارد هائم حتى يوم القيامة.
برنامج العودة لاستلام شهادة القبر بسيط، سيحضر مراسم دفنه بعد العصر ،بين المفرب والعشاء سيكون في مجلس عزائه، بعد العشاء سيعود لقبره ليتسلم شهادة القبر, ومن ثم العودة للبرزخ .العودة صعبة فالأرواح لا ترى إلا الأرواح وأي مخالفة لقوانين الزيارة الصارمة، ستكون عقوبتها الحرمان نهائيا من العودة .
عاد عدنان من البرزخ ليجد جسده في طريقه إلى المقبرة، يتحرك النعش على أمواج الأيادي الحاملة له كالقارب علوا وهبوطا، الجميع حوله ينتحب بعضهم بدموع مخاتلة حزنا على نفسه، أو خوفا من مصيره القادم، وبعضهم يبكي خسارته الدنيوية بدموع وآهات على الوجوه وأمنيات أخرى في العقول، والبعض الآخر يترحم عليه بألسن زلفة ، ولكن الكل متفق على التخلص من جسده .
احد رجال الدين يطلب له المغفرة والرحمة ،يقترب "علاء" منه ويقول: اطلب المغفرة لنفسك فأنت من يحتاجها.
أستار ترابية مطبقة يرقد أغلى ما كان يملك عليها، وكفن ناصع البياض يغلف الهدية التي منحها قومه للأرض كي تهضمها بمساعدة مجموعة من الديدان والحشرات التي ستقيم صلاة الشكر للرب قبل أن تهم بتناول وجبتها. ولم يكن "عدنان" يعلم أن الديدان توقفت عن التهام الأجساد البشرية منذ مدة، وقد أخذت قرارها بعد أن كثرت حالات السرطان والأمراض الغريبة فيها بسبب اللحم الملوث .
و لاحقا ستتخذ الأسماك والطيور قرارات شبيهة حين تصاب بعسر هضم نتيجة عدم القدرة على التهام الشرور والأنانية المركزة في اللحوم الجديدة القادمة إليها!
بعد أن تخلصوا من جسده، يهرول "عدنان" مع القوم إلى مجلس العزاء في منزله، وفي الصالون ورغم أن القوم واجمون،والقران يصدح، فهم يتحدثون ويدخنون، وبعضهم يضحك، والآخر ينهي اتفاقا تجاريا .وكلهم ينتظرون الطعام.
زوجته تبكي وتفكر: من سيسدد لنا قروض البنك المتبقية ؟
سامر :لقد كذب علي "عدنان" قال لي في الأمس : سأمر عليك غدا.
حسن : يجلس على باب الخروج ويصطنع الحزن والوجوم.
منير :يحدث نفسه ...متى ينتهي هذا القارئ من قراءته؟، أريد الذهاب للبيت .
حمد: حين تنهي زوجته العدة سأخطبها لنفسي ، فهي جميلة وتمتلك الآن منزلا .
يترك "عدنان" الجميع وأحزانهم وأمنياتهم ويدخل غرفة ابنته، كلمها، لم تسمعه .حرك الستائر كي يرى وجهها البرئ وعينيها الدامعتين، أسقط ملعقة كانت على الطاولة، رغم أن هذه الأشياء ممنوعة كما اعلمه "حمادة الأهبل". رفعت رأسها ونظرت ،وعادت بسرعة لمملكة حزنها، هو لا يريد إخافتها ،فقط يريد رؤيتها . سمع كلماتها وهي تحدثه وتبكي، وقرا معاناتها وحزنها، فبكى معها، بكى فراقها كما تبكي فراقه،
دموعها غسلت آثامه، وفتحت له نافذة للرحمة في سكنه الجديد، ترك لها رسالة: (ستأتين إلي ذات يوم، وستفهمين أني الآن بأحسن حال). أخيرا مر بروحه على خدها وقبلها كنسمة مودعا ورحل.
تجول "عدنان" قليلا في المدينة، زار أماكن عشقها، هنا تعرف على زوجته، وهنا مكان عمله، وهنا جامعته، وهنا منزل الفتاة التي أحبها .
الناس من حوله يسيرون في جميع الاتجاهات, وهو يسير في رحلة وداع الدنيا بعد رحلة وداع الجسد, فيصل مع المغرب إلى قبره. لقد كانت وصيته خوف الوحدة أن يسكن جسده بجانب أقربائه وأقرانه, وتفاجئ أن الروح لا تعبأ بالمسافات الضيقة .
عاد إلى جسده المكفن بالبياض والمتلفح بالشراشف الترابية، على بعد أمتار منه يرقد جسد إحدى النساء ،ينظر إليها فيخيل إليه أنها تبتسم له، ربما لا تريد أن تتركه في حاله!
ولكن ألا ترى انه ميت ولا وقت لديه لمثل تلك الأمور، يغمز إليها بطرف عينيه ما أجمل قوامها، لو أنها حية لكلمها وواعدها، ولكنها ميتة.
يدلف إلى قبره منتظرا أنكر ونكير .
بسبب تكاليف الحياة لم يجد "عدنان" وقتا حتى لكتابة مذكراته حين كان حيا، لذلك قرر أن يكتبها وهو ميت، بعد أن امتلك حرية التعبير التي افتقدها حينها، وارتاح من صخب الحياة ،وفقد كل صلة له بالدنيا .بدأ يدون في مخيلته :
لماذا نفهم ونحترم الحياة ولا نريد أن نفهم ونحترم الموت؟ مع أن كلاهما رفيقان للبشر
أحيانا نتمنى الموت للخلاص من الحياة و آلامها ونستدعيه، وحين يأتي نهرب منه، ونبكي خوفا من مواجهته !.
لماذا نخاف الموت مع انه نهاية الحياة التي ندركها بكل أحاسيسنا والحقيقة الوحيدة التي نعيشها؟ من جهل شيئا عاداه لذلك نكره الموت.
الموت هو تحرير الروح من الجسد، الروح تعود إلى عالمها الذي أتت منه الجسد يعود للأرض الذي أتى منها.
يبدو أن الإنسان لا يموت دفعة واحدة , فكلما مات شخص يعرفه مات معه الجزء الذي كان يحتله هذا الشخص في نفسه!. ومع الأيام تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ... وتكبر المساحة التي يحتلها الموت .
قطار الحياة يربض الموت في محطته الأخيرة ولكل امرؤ محطاته، وفي الطريق تبدأ محطات وتنتهي أخرى . الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا.
لم يطل انتظاره فسرعان ما استقبل في قبره شخصان وسيمان أنيقان القيا عليه التحية وبادراه بالسؤال
من ربك؟
الله ربي .
ما هو دينك ؟
الإسلام ديني .
من هو نبيك ؟
جدي ونبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هل أنت من أل البيت الأشراف .
نعم
قال "عدنان" لهم : لقد أخافوني منكما ،وقالوا أنكما ملكان قبيحان ، تتشحان بالسواد، ويتطاير شرر الجمر من عينيكما، ترمون الأتربة في الحلوق، و لكما لحية طويلة من الحمم، ومخالب تمزق الأرواح، ولعابكما نهر تغلي فيه الدماء. ولكني رايتكما عطوفان ،شفوقان، وسيمان، رحيمان، مبتسمان .
قالا له يابني: نحن مرآة للنفس والأعمال، فإذا كانت النفس شريرة رآنا صاحبها كما ذكرت ، وإذا كانت خيرة كنا كما رايتنا .
الروح تغتسل بماء السماء، الأرض تتوقف عن دورانها، وهو يستقل قارب "دانتي" مهاجرا إلى شواطئ الحقيقة .