هذه ليست أفكارا خصبة , وليست عاقرا كالبغال العقيمة .
هذه القصص لم يكتبها كاتب مهووس, يزهق الأرواح بمفردات وجمل .
هي قصص رعب لم يتخيلها أي كاتب على مدى العصور. قصص واقعية منقولة بلغة أحداثها
أحداث يومية رسمتها المأساة بواقع يكاد لا يصدق. لم يتنبأ بها "نوسرتداموس" ولم يكتب عنها "جورج اوريل".
نصٌ يعاني من عتمة حادة ولا يجد ما يلزم من كسر طوق الظلام نزف للقلم في شوارع الحقيقة
معاناة شعب طلب الحرية فوهب له الموت .
وما تبقى من ذاكرته التي ستتسلل إلى نور الأرض وتبدأ في الإشعاع على عتمة الظلم والظلام .
بدأت الحكايات حين استيقظ المواطن العربي من سباته ليشعر بقرارة نفسه بأنه غريب في بره وبحره.
بدأت أحداثها صباح يوم هوت فيه رايات الخنوع , وتكسرت أمواج الصمت المتلاطمة .فولدت قصص شباب ونساء وأطفال. أصبحوا طعاماً لأسماك البحر ولحيتان البشر ولوحوش البر .
تكالبت عليهم الظروف فرسمت أخاديد من الحزن والوجع والألم على حاضرهم ومستقبلهم ، فاضطروا لرفع رايات الهروب والرحيل الى أمل مجهول .لفظتهم بلاد العرب أوطاني وتركت لهم البحر ملاذا وأملا , اضطرهم لركوب قوارب الموت .
هؤلاء قرأوا في كتب التاريخ أن أجدادهم السوريون عبروا هذا البحر , وفتحوا للعالم أسواقا وتجارات. وبنوا إمارات وممالك !
وان بلادهم كانت مقصدا لطالبي العلم والمعرفة والثروة والنجاح.
وهاهم اليوم يعبرون نفس البحر هربا .
يعبرونه هربا من الموت الى الموت !
مازن رفاعي