حلب مدينة المقابر والمعابر والدخان الأسود المليء بالحقد واللاإنسانية. مدينة المعاناة حيث اللا حياة تسكن في كل ثانية من ثوانيها . مدينة امتلأت اليوم بالأحقاد , تعيش زمن الدمار,
شوارعها مذبوحة بسكين الوجع وأصوات سكانها تصرخ الألم , بعد أن كانت تصدح المواويل وشتان بين اه واه .
موسيقى قدودها أصبحت أنيناً وعويلاً ونواحاً ودوي انفجارات .
حلب مدينة أصابها الشلل , تحولت من حديقة إلى مقبرة
وعطر الفل والياسمين في شوارعها استبدل برائحة الجثث والعفونة .
ودخان الشواء في ساحاتها تحول إلى دخان قذائف تنهش لحوم أبنائها.
حلب مدينة أصابها العقم..
بات نهرها حزيناً بطيء الجريان , وكأن قيوداً تكبل أعماقه فتمنعه من الجريان..
في حلب سقطت الإنسانية وأعلن الجميع انتصاراتهم على الفقراء.
صابون الغار لم يعد يجد الماء ليعيد نظافة أهلها ,
أرضها لم تعد تذكرنا سوى بالألم والوجع والمقابر.
سمائها أفرغت جام غضبها على سكانها .
نور ولهيب شمسها يصارع الدخان الأسود ليصل إلى أرضها.
الموت يلاحقنا كظلنا
الظلام يخيم على كل شيء , الدمار يلف كل شيء
التجول في الشوارع معركة يخوضها المتجول ..
مخاطر العبور اليومي آليات.. حواجز.. دبابات.. مسلحين.. و...!
المدينة أصبحت مجرد مقبرة يدفن تحت أنقاض بيوتها في كل يوم العشرات..
صور الموت و الكآبة و أشباحها لا تفارق أحداً .. تعيش في كل واحد منا ..
هنا النهاية ...موتي ,
سيكون ملاذي الأبدي في هذه المدينة التي لا تعرف سوى الأموات ..
قريباً سيكون لي قبر بين القبور الكثيرة هنا في مدينة المقابر..-رهف رفاعي-