بوخارست، رومانيا
في بادرة ثقافية لافتة، أحيت سفارة المملكة المغربية في رومانيا الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، بحفل فني راقٍ أقيم في صالة الأوبرا الوطنية في بوخارست. الحفل، الذي أتى بعد فترة شهدت غياباً نسبياً للأنشطة الثقافية العربية في رومانيا، استقطب حضوراً واسعاً من شخصيات بارزة في المجتمع الروماني والعربي
.
تضمن الحفل أمسية موسيقية أندلسية ساحرة قدمتها فرقة فاس الأندلسية المغربية المرموقة، والتي عزفت مزيجاً من الأنغام العربية والأمازيغية والأندلسية الأصيلة. ارتدى أعضاء الفرقة الأزياء المغربية الفولكلورية التقليدية، مضفين بذلك لمسة من الأصالة والجمال على الأجواء.
وفي لفتة تقدير وعرفان، قامت السفارة بتكريم عدد من المدرسين الرومانيين الذين ساهموا في تعليم الأجيال المغربية في السبعينيات، وخاصة في مجال الرياضيات.
ألقى كل من وزير الداخلية الروماني والسفير المغربي في رومانيا، السيد حسن أبو أيوب، كلمتين بهذه المناسبة، حيث عبر السفير عن اعتزازه بالعلاقات المغربية الرومانية المتينة، واستقبل الحضور بحفاوة والتقط معهم الصور التذكارية. كما كان للقنصل المغربي، السيد عبد الرحيم سليمان، دور بارز في تنظيم الحفل والإشراف عليه.
تفاعل الحضور بشكل كبير مع الموسيقى المغربية، وصفقوا بحرارة طوال الأمسية تقديراً للفرقة وعطائها الفني. وقد شهد الحفل تنظيماً دقيقاً ومميزاً، حيث تم تخصيص أرقام جلوس وبطاقات تعريفية لكل مدعو، وامتلأت الصالة عن آخرها بشخصيات رفيعة المستوى من أعضاء البرلمان، وممثلي السلطة التنفيذية، والفنانين الرومانيين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. والصحفيين.
بعد انتهاء الحفل، دُعي الحضور لتناول مأدبة عشاء فاخرة تضمنت أشهى الأطباق المغربية التقليدية، من الكسكس والتنجا واللحوم والحلويات المغربية الشهية.
يجسد هذا الحفل الفني البهيج علامة فارقة في المشهد الثقافي في رومانيا، وسيترك انطباعاً عميقاً عن مدى تطور المغرب وكرم ضيافته، فضلاً عن إسهامه في إبراز فترة التعايش السلمي بين الأديان في الأندلس، والتي لا تزال روحها حاضرة في المغرب.
يذكر أن فرقة فاس الأندلسية المغربية تعتمد في عزفها على الآلات الوترية التقليدية، وتسعى للحفاظ على الأداء الأصيل للموسيقى الأندلسية، التي تستمد أصولها من ذخيرة الموسيقى الأندلسية في العصور الوسطى. وتعتبر الفرقة من أرقى الفرق الموسيقية المتخصصة في هذا الفن في العالم العربي.