رحيل صاحب "وليمة لأعشاب البحر".. حيدر حيدر

أداب
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times
توفي اليوم الروائي السوري والعربي الكبير حيدر حيدر عن عمر يناهز الـ87 عاماً.بعد رحلة حافلة بالإبداع والنضال الثقافي والسياسي الوطني،و بعد أن غدا أحد أعمدة الأدب السوري والعربي
إضافة لكونه من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في دمشق، حيث بدأت حياته الأدبية عبر مجلة الآداب اللبنانية التي نشرت له أولى إصداراته بعنوان “حكايا النورس المهاجر”عام 1968.
غادرنا الفهد إلى ملكوته تاركا بطل روايته “الفهد”، التي تحولت إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه للمخرج السوري الراحل نبيل المالح،ليصنّف لاحقاً باعتباره من الأفلام السينمائية الخالدة في العالم، عدا عن كونه أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما السورية.
عمل حيدر في التدريس وشارك في ثورة “التعريب” في الجزائر، والتحق بالمقاومة الفلسطينية في بداية الحرب اللبنانية، وعمل في إطار الإعلام الفلسطيني الموحّد واتّحاد الكتّاب الفلسطينيين في بيروت.
ومن أبرز أعمال الراحل حيدر روايته المثيرة للجدل “وليمة لأعشاب البحر” (1984) والتي اشتهرت بقوة على إثر الأزمة الكبيرة التي أحدثتها وأدت الى حظرها في عدة دول عربية إثر دورد فعل غاضبة خصوصا من شيوخ في الأزهر،وتدور أحداثها حول مناضل شيوعيّ عراقي فرَّ إلى الجزائر والتقى بإحدى المناضلات القديمات في عهد انهيار الثوار،كما يوضّح الكاتب في سياق الرواية حالة التوطين المؤقت, وشعور الشخص الهارب من وطنه للبحث عن توازن انساني في بلدٍ آخر, ويطرح تصوير خارج عن المُعتاد للمنافي وتأثيرها.،وهي ذات أبعاد فلسفية تحمل حيدر حيدر لامتطاء قلمه مشرعاً لخياله العنان ولعباراته المدى لتأتي خارجة عن حدود الدين … ومتخطية في أحيان أخرى حدود لياقة اللفظ والعبارة… ولكن هل يمكن أن يشفع له أن المتحدث هو ذاك الإنسان الذي تخطت نفسه زمنها… فمكث حزيناً على شاطئ بارد… وأضحى طائراً يغني في وحشة…
هذه الرواية هي وليمة من البلاغة و الأدب و الفكر والسياسة والدين والجنس والفلسفة و السريالية و التاريخ و الواقعية و الجنون أيضاً،وفيها يُلقي الراحل حيدر الضوء بشكل مبسط على طريقة تفكير “الثوري” ويُعطينا صورة عن المشارقة والبعثات العربية وثقافة المجتمع الجزائري واعجاب المشارقة بما يحدث من ثورات وانقلابات.
أشهر أعماله إضافة لما سبق: الفهد، الومض،
حكايا النورس المهاجر، والزمن الموحش، والتموّجات (قصتان)، ومرايا النار، وفصل الختام، وأوراق المنفى، وغسق الآلهة، وشموس الغجر، والوعول، وإغواء، وحقل الأرجوان، ومرثية الفتى السماوي، ومراثي الأيام.وشموس الغجر.....
حرص صاحب «وليمة لأعشاب البحر»، على توثيق سيرته الأدبية في عمله «الضوء والمنفى» وتعد سيرة ذاتية ووثيقة شعرية واجتماعية وسياسية طويلة وخلاّبة، ودوّن جوانب من التاريخ السوري وتاريخ مثقفيه وحركته الثقافية والسياسية.
ترجمت اعماله إلى اللغات الأجنبية كالألمانية، الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، النرويجية، وغيرها العديد، كما انجزت على اعماله رسائل جامعية في أكثر من بلد عربي
*لروحه الرحمة والسكينة...