هي أحد أبرز الأسماء اللامعة في عالم رياضة الجمباز، أنها الرومانية "ناديا كومانشي" والتي نجحت في التتويج بذهبية أولمبياد "مونتريال 1976"، وهي أصغر رياضية في العالم تتوج بميدالية في تاريخ الأولمبياد.
كما أنها صاحبة العلامة الكاملة في رياضة من أصعب الرياضات داخل عالم الأولمبياد، بسبب أنه من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل اقناع حكام اللعبة بالحصول على الدرجة النهائية في عالم الجمباز. تألقت الرومانية ناديا إيلينا كومانشي بمهارة في واحدة من أشهر الرياضيات... ألا وهي رياضة الجمباز، فحصدت العديد من المراكز المتقدمة... نظرا للياقتها ومرونتها الشديدة، وأصبحت واحدة من أعظم اللاعبات اللاتي عرفتهن هذه الرياضة، وكانت بحسب موسوعة ويكيبيديا للأرقام القياسية أول لاعبة تحصل على 10 درجات في الألعاب الأوليمبية، وعلى الرغم من اعتزالها الجمباز منذ سنوات عديدة، فإنه لايزال لها العديد من المشاركات في المناسبات الرياضية والعامة المختلفة، حيث تحظى ناديا بالكثير من الإعجاب والتقدير من الكثيرين. ناديا التي تعدأسطورة الجمباز العالمي ولدت في 12 نوفمبر العام 1961، بمدينة أونستي في رومانيا وكانت أول منافس رياضي في التاريخ تحصل على علامة 10 من عشرة في جمباز أوليمبي،وقد حققت 5 ميداليات ذهبية أوليمبية، وساهمت بشكل كبير في نشر اللعبة عالميا.
وقد سميت بـ «ناديا» لأن أمها كانت تشاهد فيلما روسيا بطلته اسمها ناديا، فأطلقت عليها هذا الاسم، الذي يعني الأمل، وقد بدأت أسطورة الجمباز اللعب منذ طفولتها مع فريق روماني للأطفال أطلق عليه اسم «الشعلة».
أصغر لاعبة
بدأت حياة ناديا كومانشي الرياضية في العام 1969، حيث حققت المركز الثالث عشر قبل أن تصبح أصغر لاعب جمباز يفوز بالبطولة الوطنية في رومانيا للجمباز، وذلك في العام 1971، ولم يطل الانتظار حتى حصدت ناديا نتائج علمها ليكون الانتصار الأوروبي الكبير العام 1975 بالبطولة الأوروبية، حيث حققت الميدالية الذهبية في منافستين وثالثة فضية. فلم يكن مستغربا أن يتم اختيار كومانشي كأفضل رياضية في العالم للعام 1975.
أما بداية نجاح ناديا الأسطوري فكان في العام 1976، وبالتحديد في أوليمبياد مونتريال في كندا، حيث سجلت في ذلك اليوم أعلى رقم ممكن تحقيقه في اللعبة وهو عشرة على «10» ولأول مرة يتم تحقيق هذا اللقب في تاريخ الجمباز، حتى أنه في تلك المسابقة لم يكن هناك في لوحة التسجيل إعدادات لتسجيل النتيجة عشرة فاضطرت اللجنة لإظهار النتيجة على شكل 1.00 بدلا 10.0، في تلك الأوليمبياد فرضت ناديا نفسها في الفوز بـ 3 ذهبيات وفضية «مع الفريق» وبرونزية.
وأصبحت ناديا بعد الأولمبياد نجمة إعلامية كبيرة، فجميع وسائل الإعلام الكبرى ركزت عليها، حتى أن أغنية أوبرالية تغير اسمها لتصبح ناديا، لأن قناة «اي بي سي» بثت الأغنية مركبة على صور لناديا، ما اضطر الملحن لتغيير اسمها من «الشابة التي لا تتعب» لتكون «ناديا»، وقد اختارتها كذلك هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» شخصية العام الرياضية حول العالم، كما أنه تم تكريمها في رومانيا بلقب بطلة العمال الاجتماعية.
وشهدت البطولة الأوروبية للعام 1977 حدثا غير مجرى حياة ناديا، حيث طلب الرئيس الروماني آنذاك من البعثة العودة إلى البلاد طعنا في النتائج، وبعد هذه المسابقة قام الاتحاد الروماني بطرد مدرب ناديا الذي دربها منذ الطفولة، وصاحب هذه التغييرات طلاق والديها، وبالتالي أضحت حزينة للغاية كما أن لياقتها تراجعت كثيرا.
وفي العام 1978 عادت ناديا كومانشي لمدربها القديم ديفا واستطاعت بالتالي الفوز في البطولة الأوروبية العام 1979، ليكون هذا هو الفوز الثالث على التوالي لها في البطولة ذاتها، وفي العام ذاته استطاعت مساعدة فريقها على الفوز بلقب العالم للجمباز رغم الإصابة التي تعرضت لها وتسببت في دخولها المستشفى لعدة أيام لتلقي العلاج.
اعتزال وتكريم
وشاركت ناديا في أوليمبياد العام 1980 وحققت ميدالية فضية قبل أن تعلن اعتزالها في العام 1981، وأقيم لها حفل تكريم في العام 1984، بعد هذا الاعتزال كان هناك حدث يعرفه السياسيون قبل الرياضيين، هذا الحدث كان عندما تم منع سفر ناديا لأي بلد خارج رومانيا ما عدا روسيا وكوبا، وتم منعها من حضور أوليمبياد 1984 في لوس أنغلوس، وصبرت على هذه الإقامة المفروضة عليها حتى العام 1989، لتهرب هي ومجموعة من الشباب في رحلة طويلة مرت في المجر ثم النمسا لتنتهي في أميركا لتبدأ مرحلة الهجوم عليها في رومانيا التي لم تدم طويلا، لأن بعد هربها بأسابيع كان انقلاب 1989 في رومانيا الذي أسقط النظام الدكتاتوري في بوخارست.
وقد تزوجت ناديا في أوكلاهوما في الولايات المتحدة وأصبحت مواطنة أميركية في العام 2001، واستعادت في الوقت ذاته حق مواطنتها الرومانية الذي سحب منها قبل أن تصبح أما في العام 2006.
بدأت ناديا رحلتها في عالم الجمباز في سن السادسة، عندما قام مدرب الجمباز الشهير بيلا كارولي باكتشاف مهاراتها ورشاقتها، الأمر الذي قد يؤهلها في المستقبل لتكون لاعبة متميزة وهو ما كان بالفعل، فحصدت الميداليات والمراكز المتقدمة.
وكانت بذلك من أوائل الملتحقين بأول مدرسة للجمباز بمدينة أونستي، وبدأت في تمثيل مدينتها في المسابقات المحلية في رومانيا ابتداء من العام 1970 أي وهي في سن التاسعة.
عندما فازت ناديا بالميدالية الذهبية في الأوليمبياد كان عمرها 14 عاما محققة رقما قياسيا، حيث سجلت 10 نقاط كاملة ثمينة، لم يحققها أحد من قبل، وكان وزنها 86 باوند وطولها 4 أقدام و11 بوصة، ولم يصدق أحد أن فتاة بهذا الحجم والطول يمكن أن تحقق ذلك الإنجاز.
وفي أحد الأيام الدراسية كان المدرب الرياضي «بيلا كارولوي» صاحب إحدى المدارس الرياضية يزور مدرسة ناديا ولاحظ وجود فتاتين إحداهما ناديا تقومان بحركات رياضية في حوش المدرسة، وسأل المدرس بالمدرسة عن اسم الفتاة الرياضية فقال له إنها تسمى ناديا كومانشي، وحاول بيلا التحدث إلى الفتاتين وانتهى الحديث واختفت الفتاتان داخل المدرسة، لكن بيلا قرر عدم المغادرة حتى يجد الفتاتين، فذهب من فصل لآخر يسأل عن الفتاتين حتى وجدهما، حيث قرر أن يخوض معهما لعبة الجمباز، وذهبت ناديا إلى بيلا في الصالة الرياضية وتم اختبارها، حيث يجري بيلا هذا الاختبار مع أي طفل يريد أن يتدرب معه، وقد طلب بيلا من ناديا أن تقوم بعمل الوثب الطويل والمشي على عارضتي التوازن، ولم يكن هناك أهم من عارضتي التوازن، ولا يقبل الأطفال إلا بعد اجتياز ذلك الاختبار، وكانت العارضتان على مسافة أربعة أقدام فوق سطح الأرض، واتساعها فقط «4» بوصات.