قال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي إن أوروبا تستعد “لاحتلال” مولدوفا، وذلك بنشر قوات بها “واحتلالها بحكم الأمر الواقع”.
وأضاف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، وفق وكالة (سبوتنيك) الروسية، أن “وحدات عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) تتمركز في رومانيا قرب الحدود المولدوفية، كما تُجهّز قوات الناتو للإنزال في منطقة أوديسا الأوكرانية لإخافة جمهورية بريدنيستروفيا”
ولا تعترف أوروبا بحكومة بريدنيستروفيا، المعروفة باسم ترانسنيستريا، وهي حكومة مدعومة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا من قبل روسيا، التي لديها ما يقدر بنحو 1500 جندي في ترانسنيستريا، وتقع على شريط ضيق على الحدود بين مولودفيا وأوكرانيا.
يأتي هذا في الوقت الذي تتجه فيه مولدوفا، الدولة الصغيرة الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل لانتخاب برلمان جديد.
وفي المقابل، أصدر الناتو بيانا،، بشأن انتهاكات روسيا الأخيرة للمجال الجوي لدول الحلف.
وقال إن القيادة العليا لقوات الناتو في أوروبا اطلعت على “قيام ثلاث طائرات روسية مسلحة من طراز ميج-31 بانتهاك المجال الجوي الإستوني لأكثر من عشر دقائق. وكان رد حلف شمال الأطلسي سريعًا وحاسمًا، حيث انطلقت طائرات الحلفاء لاعتراضها ومرافقتها لخارج المجال الجوي الإستوني”.
وأوضح البيان أن “هذا التوغل يعد جزءًا من نمط أوسع من السلوك الروسي غير المسؤول بشكل متزايد”، مشيرا إلى “الانتهاك واسع النطاق للمجال الجوي البولندي من قِبل طائرات روسية بدون طيار، كما شهدت العديد من الدول الحليفة الأخرى -بما في ذلك فنلندا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج ورومانيا- مؤخرًا انتهاكات روسية للمجال الجوي”.
وأكد الناتو أن رده على ماوصفها “بتصرفات روسيا المتهورة”، سيظل “حازما”، موضحا أن الحلف أطلق عملية “الحارس الشرقي” لتعزيز موقف الدول الأعضاء على طول الجناح الشرقي للحلف بأكمله.
وفي السياق أعلنت السلطات في مولدوفا، أمس الاثنين، أنها نفذت 250 مداهمة واحتجزت عشرات الأشخاص في إطار تحقيق بشأن خطة مزعومة مدعومة من روسيا بهدف إثارة “أعمال شغب جماعية” وزعزعة استقرار البلاد قبيل انتخابات برلمانية حاسمة.
وقالت الشرطة إن المداهمات استهدفت أكثر من 100 شخص، وجرى تنفيذها في عدة مناطق في جميع أنحاء البلاد.
وأكد المدعي العام في مكتب مكافحة الجريمة المنظمة والقضايا الخاصة في مولدوفا، فيكتور فورتونا، أنه تم احتجاز 74 شخصا لمدة تصل إلى 72 ساعة.
ومن المقرر أن يصوت المولدوفيون، الأحد المقبل، لاختيار برلمان جديد يضم 101 مقعد، في انتخابات ينظر إليها الكثيرون على أنها خيار بين استمرار مسار مولدوفا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي أو توثيق علاقاتها مع روسيا.
وأعلنت شرطة مولدوفا أن مؤامرة الاضطرابات “تم تنسيقها من قبل الاتحاد الروسي، عبر عناصر إجرامية”.
وذكر الرئيس المولدوفي السابق والموالي لروسيا إيغور دودون، زعيم الحزب الاشتراكي، عبر موقع التواصل الاجتماعي، أن عمليات التفتيش تستهدف “زملاءنا” في شمال البلاد، متهما حزب العمل والتضامن الموالي لأوروبا، بزعامة رئيسة مولدوفا مايا ساندو، باستخدام أساليب ترهيب”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “العمل والتضامن” بزعامة ساندو سيظل على الأرجح الحزب الأكبر، لكنه قد لا يحقق الأغلبية المطلقة.